كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



23- وقوله جل وعز: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} آية 32
يقال الثعبان الكبير من الحيات وقد قال في موضع آخر.
تهتز كأنها جان والجان الصغير من الحيات ففي هذا دليل على أن الآية كانت عظيمة لأنه وصف عظمها وأنها تهتز اهتزاز الصغير لخفتها ولا يمنعها عظمها من ذلك فهذا أعظم في الآية.
24- ثم قال جل وعز: {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين} آية 33 أي ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين بياضا نوريا من غير برص فرد فرعون الآية العظيمة بنسبه إياه إلى السحر {قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم} آية 34 ثم تواضع لهم فقال: {يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين} آية 37
روى مجاهد عن ابن عباس قال يعني الشرط ويروى أن السحرة كانوا اثني عشر ألفا وأن موسى بعث والسحر كثير وأعطي الآيات العظام كما بعث النبي صلى الله عليه وسلم والبلاغة أكثر ما كانت فأعطي القرآن ودعوا إلى أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عن ذلك قال قتادة إنه لكبيركم يعني موسى صلى الله عليه وسلم.
25- وقوله جل وعز: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف} آية 49 يروى أنه أول من قطع وصلب قالوا لا ضير فيما يلحقنا من عذاب الدنيا مع أملنا للمغفرة يقال ضرر وضر وضير وضور بمعنى واحد وأنشد أبو عبيده فإنك لا يضورك بعد حول أظبي كان أمك أم حمار أن كنا أول المؤمنين أي لأن كنا قال الفراء أي أول مؤمني أهل زماننا قال أبو إسحاق هذا كلام من لم يعرف الرواية لأنه يروى أنه معه ستمائة ألف وسبعون ألفا وإنما المعنى أول من آمن عند ظهور هذه الآية.
26- ثم قال جل وعز: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي} آية 52 يقال سرى وأسرى إذا سار بالليل قال مجاهد خرج موسى صلى الله عليه وسلم ليلا قال عمرو بن ميمون قالوا لفرعون إن موسى قد خرج ببني إسرائيل فقال لا تكلموهم حتى يصيح الديك فلم يصيح ديك تلك الليلة فلما أصبح أحضر شاة فذبحت وقال لا يتم سلخها حتى يحضر خمس مائة ألف فارس من القبط فحضروا وروى يونس بن أبي إسحق عن أبي بردة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تعهدنا فأتنا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما حاجتك فقال ناقة أرتحلها لا وأعنز يحتلبها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجز هذا أن يكون مثل عجوز بني إسرائيل قالوا وما عجوز بني إسرائيل قال إن موسى صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج ببني إسرائيل ضل عن الطريق فقال ما هذا فقال له علماء بني إسرائيل إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ألا نخرج إلا بعظامه فقال أين قبره فقالوا ما يعرفه إلا عجوز بني إسرائيل فسألوها فقالت حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت أن أكون معك في الجنة فكره ذلك فأوحى الله جل وعز إليه أن أعطها ففعل فأتت بهم إلى بحيرة فقالت أنضبوا هذا الماء فأنضبوه واستخرجوا عظام يوسف صلى الله عليه وسلم فتبينت لهم الطريق كضوء النهار.
27- ثم قال جل وعز: {إنكم متبعون} آية 52 روى عكرمة عن ابن عباس قال اتبعه فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث وكان موسى صلى الله عليه في ستمائة ألف من بني إسرائيل فقال فرعون: {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وروى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله إن هؤلاء لشرذمة قليلون قال ستمائة ألف وسبعون ألفا وروى سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود وإنا لجميع حاذرون قال مؤدون قال أبو جعفر المؤدون الذين معهم أداة وهي السلاح والسلاح أداة الحرب وأبو عبيدة يذهب إلى أن حاذرين وحذرين وحذرين بضم الذال بمعنى واحد قال أبو جعفر وحقيقة هذا أن الحاذر هو المستعد والحذر المتيقظ كأن ذلك فيه خلقة ولهذا قال أكثر النحويين لا يتعدى حذر، وروى حميد الأعرج عن أبي عمار أنه قرأ: {وإنا لجميع حادرون} الدال غير معجمة يقال جمل حادر إذا كان غليظا ممتليا ومنه قول الشاعر:
وعين لها حدرة بدرة ** شقت مآقيهما من أخر

28- ثم قال جل وعز: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم} آية 58 57 حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني ابن لهيعة عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو أنه نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب وذلله له فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده فمدته الأنهار بمائها وفجر الله له من الأرض عيونا فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره.
وقال في وقوله الله جل وعز: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم} قال كانت الجنات بحافتي هذا النيل من أوله. إلى آخره في الشقين جميعا من أسوان إلى رشيد وكان له سبعة خلج خليج الاسكندرية وخليج دمياط وخليج سردوس وخليج منف وخليج الفيوم وخليج المنهى متصلة لا ينقطع منها شيء من شيء وزروع ما بين الجبلين كله من أول مصر. إلى آخرها ما يبلغه الماء فكانت جميع أرض مصر كلها تروى من ست عشرة ذراعا بما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها قال: {ومقام كريم} المنابر كان بها ألف منبر قال أبو جعفر المقام في اللغة الموضع من قولك قام يقوم وكذلك المقامات واحدها مقامة كما قال الشاعر:
وفيهم مقامات حسان وجوهها ** وأندية ينتابها القول والفعل

والمقام أيضا المصدر والمقام بالضم الموضع من أقام يقيم والمصدر أيضا من أقام يقيم إلا أن ابن لهيعة قال سمعت أن المقام الكريم الفيوم.
29- وقوله جل وعز: {فأتبعوهم مشرقين} آية 60 أكثر أهل التفسير على أن المعنى وقت الشروق وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى ناحية الشرق والأول أولى يقال أشرقنا أي دخلنا في الشروق كما يقال أصبحنا أي دخلنا في الصباح وإنما يقال في ذلك شرقنا وغربنا.
30- وقوله جل وعز: {فلما تراءى الجمعان} آية 61 أي رأى بعضهم بعضا {أصحاب موسى إنا لمدركون} آية 61 وقرئ {لمدركون} والمعنى واحد أي سيدركنا هذا الجمع الكثير ولا طاقة لنا به.
31- وقوله جل وعز قال: {كلا إن معي ربي سيهدين} آية 62 كلا أي ارتدعوا وانزجروا عن هذا القول {إن معي ربي سيهدين}.
32- وقوله جل وعز: {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} آية 63 قال الضحاك كالطود العظيم أي كالجبل كما قال الأسود بن يعفر نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ماء الفرات يجئ من أطواد جمع طود أي جبل.
33- وقوله جل وعز: {وأزلفنا ثم الآخرين} آية 64 قال الحسن أزلفنا أهلكنا وقال أبو عبيدة أزلفنا جمعنا ومنه ليلة المزدلفة وقال قتادة أزلفنا قربناهم من البحر فأغرقناهم قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة لأنه إنما جمعهم للهلاك وقول قتادة أصحها ومنه {وأزلفت الجنة للمتقين} أي قربت ومنه مر الليالي زلفا فزلفا وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ: {وأزلقنا} بالقاف.
34- وقوله جل وعز: {واتل عليهم نبأ إبراهيم} آية 69 أي خبر إبراهيم.
35- وقوله جل وعز: {قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين} آية 71 أي مقيمين على عبادتها {قال هل يسمعونكم إذ تدعون} قال أبو عبيدة أي هل يسمعون لكم قال أبو حاتم أي هل يسمعون أصواتكم وقرأ قتادة {هل يسمعونكم} بضم الياء أي هل يسمعونكم أصواتهم وكلامهم.
36- وقوله جل وعز: {فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} آية 77
يجوز أن يكون استثناء ليس من الأول ويجوز أن يكون المعنى كل ما تعبدونه عدو لي يوم القيامة إلا الله جل وعز، ومن أصح ما قيل فيه أن المعنى فإنهم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة.
37- وقوله جل وعز: {الذي خلقني فهو يهدين} آية 78 وقرأ بن أبي إسحاق {فهو يهديني} بإثبات الياء فيها كلها وقرأ: {والذي أطمع أن يغفر لي خطاياي يوم الدين} وقال ليست خطيئة واحدة قال أبو جعفر والتوحيد جيد على أن تكون خطيئة بمعنى خطايا كما قرئ {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال مجاهد في قوله: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي} قال هو قوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله: {إني سقيم}، وقوله حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذ سارة قال: هي أختي.
38- قال مجاهد في قوله جل وعز: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} آية 84
قال الثناء الحسن وروي عن ابن عباس قال اجتماع الأمم عليه.
39- وقوله جل وعز: {إلا من أتى الله بقلب سليم} آية 89 قال قتادة أي سليم من الشرك وقال عروة لم يلعن شيئا قط.
40- ثم قال تعالى: {وأزلفت الجنة للمتقين} آية 90 أي قربت بمعنى قرب دخولهم إياها.
41- وقوله جل وعز: {فكبكبوا فيها هم والغاوون} آية 94 كبكبوا أي قلبوا على رءوسهم وقيل طرح بعضهم على بعض هذا قول أبي عبيدة والأصل كببوا فأبدل من الباء كاف استثقالا للتضعيف وقيل معنى فكبكبوا فجمعوا مشتق من كوكب الشيء أي معظمه والجماعة من الخيل كوكب وكبكبه قال قتادة والغاوون الشياطين وقال السدي {فكبكبوا} أي مشركو العرب والغاوون الآلهة وجنود إبليس من كان من ذريته.
42- قال أبو جعفر ومعنى {إذ نسويكم برب العالمين} نعبدكم كما نعبده.
43- وقوله جل وعز: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} آية 101 حميم أي خاص ومنه حامة الرجل وأصل هذا من الحميم وهو الماء الحار ومنه الحمام والحمى فحامة الرجل الذين يحرقهم ما أحرقه كما يقال هم حزانتهم على أي يحزنهم ما يحزنه.
44- وقرأ يعقوب وغيره {قالوا أنؤمن لك وأتباعك الأرذلون} آية 111 وهي قراءة حسنة وهذه الواو أكثر ما يتبعها الأسماء والأفعال بعد وأتباع جمع تبع وتبع يكون للواحد والجميع قال الشاعر:
له تبع قد يعلم الناس أنه ** على من تدانى صيف وربيع

وقيل إنما أرادوا أن أتباعك الحجامون والحاكة والصناعات ليست بضارة في الدين وروى عيسى بن ميمون عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وسعيد عن قتادة واتبعك الأرذلون قال الحاكة.
45- وقوله تعالى {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} [آية 119] المشحون المملوء.
46- وقوله جل وعز: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} [آية 128].
قال قتادة والضحاك الريع الطريق وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد {بكل ريع} بكل فج قال أبو جعفر والفج الطريق في الجبل وقال جماعة من أهل اللغة الريع ما ارتفع من الأرض جمع ريعة وكم ريع أرضك أي كم ارتفاعها ومعروف في اللغة أن يقال لما ارتفع من الأرض ريع وللطريق ريع والله أعلم بما أراد وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} آية 128 قال بروج الحمامات.
92- ثم قال جل وعز: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} [آية 129].
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد مصانع قال قصورا وحصونا وقال سفيان هي مصانع الماء قال أبو إسحاق واحدها مصنع ومصنعة قال أبو جعفر والذي قاله مجاهد من أن المصانع القصور والحصون معروف في اللغة قال أبو عبيدة يقال لكل بناء مصنع ومصنعة وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد {وتتخذون مصانع} قال بالآجر والطين وفي بعض القراءات {كأنكم تخلدون} والمعنيان متقاربان لأن معنى لعلكم تخلدون أنكم على رجاء من الخلود.
48- وقوله جل وعز: {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} آية 130 قال مجاهد بالسيف والسوط.
49- وقوله جل وعز: {إن هذا إلا خلق الأولين} آية 137 قال قتادة {خلق الأولين} بالضم يعيشون كما عاشوا أي نحيا ونموت كما حيوا وماتوا قال عبد الله بن مسعود {خلق الأولين} أي اختلاقهم، قال أبو جعفر خلق الشيء واختلقه بمعنى.
50- وقوله جل وعز: {وزروع ونخل طلعها هضيم} آية 148 قال الضحاك أي يركب بعضه بعضا قال أبو جعفر وقيل هضيم أي هاضم مرئ لطيف أول ما طلع وقال مجاهد حين يطلع يقبض عليه فيهضمه قال أبو جعفر أصل الهضم انضمام الشيء ومنه هضيم الكشح ريا المخلخل ومنه فلان أهضم الكشح أي ضامره فيقال للطلع هضيم قبل أن يتفتح وروى إسحاق عن بريد ونخل طلعها هضيم قال منه ما قد أرطب ومنه مذنب.